الخميس، 14 يونيو 2012

الزوج داخل غرفة الولادة

 


في اللحظة الحاسمة، يقف الأب في غرفة الولادة متفرجا يراوده شعور بالعجز بانتظار خروج طفله إلى نور الدنيا. غير أنه في حقيقة الأمر لا يضطر إلى، ولا ينبغي عليه، القيام بأكثر من دور المراقب. يقول عدد من أطباء الولادة والقابلات إن مجرد تواجد الزوج في غرفة الولادة ينطوي على فوائد عديدة بالفعل.

غير أن هناك العديد من الأسئلة التي تساور الرجال تظل بدون إجابة عند بدء الولادة. إن تواجد الزوج بجوار زوجته لحظة الولادة ليس دائما من طبائع الأمور. فتقول إيديث فولبر، المتحدثة باسم جمعية القابلات الألمانية: «صارت الأمور تسير على هذا المنوال منذ ثمانينيات القرن الماضي». ففي بعض الثقافات، مثل الثقافة التركية، لايزال جناح الولادة محظورا على الآباء.
أما في الثقافات الغربية فهناك إجماع بين الأقارب والأصدقاء على أن الأب الجيد هو الذي يشهد لحظة ولادة طفله، حسبما تقول فولبرز. وأضافت: «أحيانا يكون هناك إفراط في الآمال».
وتقول فولبر إن الشعور السائد بين الرجال بالعجز وقلة الحيلة في غرفة الولادة إنما هو علامة على عدم كفاية استعدادهم لتلك اللحظة، ومن ثم فإنها توصي الرجال بحضور دورات تعليمية خاصة بالولادة، ويفضل أن يحضروها دون زوجاتهم.
عمل ايبرهارد شايفر، مدير مركز الآباء في برلين، على إعداد الرجال الذين ينتظرون أطفالا جددا من خلال دورات تعليمية مخصصة للرجال فقط مدتها ثلاث ساعات، على مدار الأعوام الخمسة الماضية.
ففي ظل غياب الزوجات، يتشجع الرجال على طرح الأسئلة التي تدور في أذهانهم ويشعرون بالحرج من طرحها في وجود زوجاتهم.
ويقول شايفر: «ثمة أكثر من تسعة بين كل عشرة رجال يرافقون زوجاتهم في غرفة الولادة، غير أن الكثيرين يتساءلون: هل ينبغي علي القيام بذلك حقا؟ وماذا سأفعل هناك؟».
يتلخص الدرس الأول الذي يتلقاه الزوج في مقولة: «لا يتعين عليك تعلم أي أساليب بارعة»، فالأهم بالنسبة للرجل هو مجرد تواجده مع زوجته، وعدم نقل توتره العصبي إليها، وهو أمر يبدو بديهيا في بادئ الأمر ولكنه يأتي بمثابة مفاجأة للكثيرين في تلك اللحظة.
وأضاف شايفر: «يقولون لأنفسهم: ثمة مهمة جديدة تنتظرني وليس لدي ما يكفي من الوقت لتعلمها».
بيد أنه ينبغي على الرجال أن يطردوا من أذهانهم فكرة أنهم قادرون على التأثير على النتيجة.
وترى فولبر أن دور المراقب الذي يقوم به الزوج بمثابة تجربة مهمة. فتقول: «إنهم يتعلمون شيئا ما سيدركونه لاحقا بعد أن يصبحوا آباء، ألا وهو لن تكون متفاعلا مع الأطفال دائما».
وبصرف النظر عن تقديم الدعم، يؤدي الرجال الذين ينتظرون خروج أطفالهم إلى الحياة دورا آخر مهما في غرفة الولادة، ألا وهو دور الوسيط بين القابلة وطبيب التوليد والام المرتقبة.
يقول آخيم فوكل، وهو طبيب بارز في كلية الطب قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة أولم: «التواصل أمر ضروري. ومن المؤسف حقا أن ينتحي (الرجال) جانبا ويلوذوا بالصمت» أثناء الولادة. يجب ألا يتردد الرجال في أن يقولوا للقابلات: «أخبريني بما يفترض علينا القيام به»، حسبما يقول فوكل، الذي اشرف على حوالي 2000 حالة ولادة. على الرغم من الإعداد الجيد للرجال، فإن الأزواج الذين يرافقون زوجاتهم عند الولادة فقط انطلاقا من الشعور بالالتزام لا يصدر عن أي منهم أي فعل إيجابي.
ويقول فوكل: «ينبغي تشجيعهم على قول (لا) في حال لم تكن لديهم الرغبة في الذهاب مع زوجاتهم».
ومن خلال خبرته في المجال، اكتشف فوكل أن تواجد الزوج مع زوجته أثناء الولادة على عكس رغبته يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
ويشير فوكل إلى أن أحد الحلول يكمن في توفير البديل، قائلا: «ربما تحل شقيقة الزوجة محل الزوج في هذه اللحظات الحرجة».
لكن شايفر له رأي مختلف في هذا الصدد، حيث يقول: «لا أوصي باصطحاب أشخاص آخرين (إلى مكان الولادة)... فذلك يسبب ازعاجا ويثير خلافات جديدة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق