الأحد، 29 أغسطس 2010

كذبات أمي الثمانية >لا تفوتكم

بسم الله الرحمن الرحيم







كذبات أمي الثمانيه

>

>

>

>

> ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..

>

>

>

> ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...

>

>

>

>

>

> تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

>

> فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

>

> وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :

>

> كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

>

> طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

>

> وكانت هذه كذبتها الأولى

>

>

>

>

>

> وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب

>

> للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد

>

> تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل

>

> الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

>

> السمكتين أمامي

> تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،

>

> وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

>

> يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

>

> وكانت هذه كذبتها الثانية

>

>

>

>

>

> وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال

>

> ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

>

> محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

>

> وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في

>

> العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،

>

> ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود

>

> إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،

>

> فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

>

> وكانت هذه كذبتها الثالثة

>

>

>

>

>

> وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،

>

> ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،

>

> وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء

>

> وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

>

> قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،

>

> بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت

>

> إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :

>

> اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..

>

> وكانت هذه كذبتها الرابعة

>

>

>

>

>

> وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت

>

> مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،

>

> فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا

>

> وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران

>

> حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

>

> علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :

>

> أنا لست بحاجة إلى الحب ..

>

> وكانت هذه كذبتها الخامسة

>

>

>

>

>

> وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة

>

> إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

>

> وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد

>

> لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا

>

> في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل

>

> خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :

>

> يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..

>

> وكانت هذه كذبتها السادسة

>

>

>

>

>

> وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،

>

> وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

>

> الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،

>

> وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،

>

> اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني

>

> وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

>

> وكانت هذه كذبتها السابعة

>

>

>

>

>

> كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،

>

> وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

>

> أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها

>

> طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

>

> ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي

>

> التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

>

> فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

>

> وكانت هذه كذبتها الثامنة

>

>

>

>

>

> وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...

>

>

>

>

>

>

>

>

>

> إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

>

> حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...

>

> وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

>

> تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق