الاثنين، 4 يونيو 2012

الزلازل المدمرة والعالم


هل تعلم أين وقع رابع أشد الزلازل فتكاً في تاريخ البشرية؟


إنه في مدينة حلب في سورية، عام 1138 ميلادية، وقتل 230 ألف شخصاً! تلك واحدة من المعلومات الغزيرة التي تجدها في موقع "المركز الوطني للمعلومات عن الزلازل"، وهذا المركز، كما يوضح الموقع، مركز معلومات أمريكي أسس عام 1996، يهدف إلى محاولة الإنذار عن اقتراب حدوث هزة أرضية مدمرة في موقع معين، وإلى توفير قاعدة بيانات كبيرة عن علم الزلازل، والقيام بأبحاث لتطوير طرق اكتشاف وفهم الزلازل والهزات الأرضية.


زلزال إزميت، تركيا 1999

بتاريخ 17 آب 1999 ضرب زلزال قوي بلغت درجته 7.4 Mw منطقة وسط تركيا، و أدى إلى وفاة 17.118 شخص على الأقل و إصابة 50.000 آخرين و آلاف المفقودين و 600.000 مشرد، و أضرار شديدة في مقاطعات استنبول و كوكايلي و ساكاريا، و قد شعر به في مناطق واسعة شملت أنقرة شرقاً، و قدرت الأضرار بـ 3 إلى 6.5 مليار دولار.
قد تسبب الزلزال بانزلاق جانبي على طول 120 كم من الفالق الأناضولي الشمالي، و تشققات من الغرب إلى الشرق، و قد دامت الهزة 37 ثانية، و بلغ الانزياح الأعظمي الفالقي خمسة أمتار، و التسارع الأعظمي 0.3-0.4
و قد تلى هذا الزلزال العديد من الهزات الكبيرة اللاحقة، فقد حدثت بتاريخ 31 آب هزة درجتها 5.2 MD و أدت إلى مقتل شخص و إصابة 166 آخر، و بتاريخ 13 أيلول هزة درجتها 5.9 Mw و أدت إلى مقتل ستة أشخاص و إصابة 422 آخر، و بتاريخ 11 تشرين الثاني هزة درجتها 5.7 Mw تسبب بمقتل شخص واحد و إصابة 156 آخر، و قد حدث زلزال آخر بتاريخ 12 تشرين الثاني بدرجة 7.1 Mw و أدى إلى مقتل ما يزيد عن 900 شخص.


زلزال أضنة، تركيا 1998


هذا الزلزال بتاريخ 27 حزيران 1998 و هز منطقة جنوب تركيا بالقرب من مدينة أضنة، و قد بلغت درجته 6.6 ME و عمق بؤرته 33 كم. و شعر به في مناطق واسعة شملت سوريا و لبنان.



زلزال زرند، إيران 2005

عند الساعة الخامسة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الثلاثاء 22 شباط/فبراير 2005 ضرب زلزال بشدة 6.4 على مقياس ريختر وسط إيران بالقرب من مدينة زرند في إقليم كرمان التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 384 ألف نسمة، وقد كان عمق بؤرة الزلزال 42 كم.

تقع مدينة زرند على بعد 250 كم شمال غرب مدينة بم التي ضربها زلزال كبير في 26 ديسمبر/كانون أول 2003 كانت شدته 6.6 ريختر وعمق بؤرته 10 كم وأودى بحياة ما يقارب 26.200 شخص.

وفقاً للمعلومات المتوفرة بتاريخ التحديث فقد أسفر الزلزال عن مقتل 790 شخص وإصابة 1411 آخرين وتدمير عدد من القرى، ووفقاً للصور فقد حصلت معظم الانهيارات بسبب طبيعة مادة البناء (الطين) وذلك كما هي العادة في جميع الانهيارات الناتجة عن الزلازل في إيران.

وتشير الأنباء إلى أن الزلزال قد دمر بالكامل قريتين يقطنهما نحو ثلاثة آلاف نسمة وليس هناك أمل في العثور على أحياء فيهما بينما تضررت نحو 40 قرية أخرى وبلغت نسب التدمير ببعضها نحو 90%.



زلزال بم، إيران 2003

معظم سكان المدينة التاريخية بم كانوا لا يزالون نياماً عند الساعة الخامسة وست وعشرين دقيقة من صباح يوم الجمعة 26 كانون أول/ديسمبر 2003 عندما اهتزت الأرض بشدة 6.6 على مقياس ريختر. وكالعادة لم تبدِ البيوت المبنية من الطوب واللِبن أية مقاومة معتبرة لهذا الاهتزاز العنيف فتفتت الجدران والأسقف وانهارت حاجزةً عشرات آلاف الضحايا تحتها.

تركز الزلزال على بد 10 كيلومرات جنوب غرب مدينة بم المجاورة لصحراء داشت لوت في إقليم كرمان. أشارت التحريات الأولية إلى أن الزلزال قد حصل على فالق بم نتيجة الحركة الشمالية للصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوراسية.
تركز الضرر في منطقة صغيرة نسبياً يبلغ نصف قطرها 16 كم تقريباً حول مدينة بم التي تعتبر واحدة من المقاصد السياحية على طريق الحرير وتشتهر بقلعتها الأثرية أرغ بم التي يبلغ عمرها 2500 عام. بلغ عدد ضحايا هذا الزلزال 26,200 قتيلاً و 30,000 مصاب كما تضرر أو انهار 85% من مباني المدينة بالإضافة إلى تضرر البنية التحتية.

بالرغم من أن بم بحد ذاتها ليس لديها سجل سابق من الضرر الزلزالي المعتبر ولكن ضمن مسافة 100 كم كان هناك 14 زلزالاً بشدةٍ تزيد عن 5 ريختر خلال خمسين عاماً بين 1948-1998. أما بالنسبة للتاريخ الزلزالي لإيران خلال القرن العشرين فقد تضمن 65 زلزالاً رئيسياً تزيد شدتها عن 6 ريختر وتسببت بمقتل أكثر من مئة ألف ضحية. إن السبب الرئيس لارتفاع عدد ضحايا زلازل إيران وكثرة الخراب الناتج عنها يعود إلى ممارسات البناء السيئة في مجتمع اعتاد سكانه أن يقوموا ببناء بيوتهم بأنفسهم وباستخدام مواد تعتبر الأسوأ لمقاومة الزلازل مثل الطين.
لقد بينت الخبرات المتراكمة من زلزال بومرداس الجزائر 2003 وزلزال إزميت تركيا 1999 أن الصور الفضائية يمكن أن تشكل مساهمة معتبرة في تقييم الضرر الزلزالي، وبالفعل فقد تم اعتماد الصور الفضائية لتقييم الضرر الحاصل من خلال المقارنة الآلية في التغيرات بين صور مسجلة قبل الزلزال وبعده كما استخدمت أجهزة تحديد الموقع الشامل GPS .


زلزال بومرداس، الجزائر 2003

بتاريخ الأربعاء 21 أيار/مايو 2003 وعند الساعة السابعة وأربع وأربعين دقيقة مساءا ضرب زلزال بشدة 6.8 ريختر مدينة بومرداس شمالي الجزائر والتي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر حيث كان الزلزال ذي بؤرة سطحية بلغ عمقها 10 كيلومترات فقط.

تسبب الزلزال بوفاة 2,266 شخص وإصابة 10,261 آخرين وقد تضرر أو انهار أكثر من 1,243 بناء بالإضافة إلى تضرر البنية التحتية في منطقة الجزائر-بومرداس-رغية-ثنية. كما أدى الزلزال إلى تضرر كوابل الاتصال البحرية أيضاً وقُدرت الأضرار بما يقارب 100 مليون دولار أمريكي.

أدى هذه الزلزال إلى تولد تسونامي قُدر ارتفاع موجته بمترين وتسبب بتضرر القوارب على شواطئ جزر البليار الأسبانية التي تبعد قرابة 300 كيلومتر شمال مركز الزلزال. وقد شُعر بهذا الزلزال في برشلونة وموناكو.

حصل هذه الزلزال في المنطقة الحدودية بين الصفيحة الأوراسية والصفيحة الأفريقية حيث تتحرك الصفيحة الأفريقية على طول هذه المنطقة باتجاه شمال-غرب إزاء الصفيحة الأوراسية وبسرعة تقارب 6 ملمترات في العام وتشكل بيئة تكتونية ضاغطة تحدث فيها الزلازل.
سبق للجزائر وأن عانت من عدد من الزلازل المدمرة ففي 10 تشرين أول/أكتوبر 1980 تضررت مدينة الأصنام (الشليف حالياً) بشكل شديد من زلزال بلغت شدته 7.1 ريختر تسبب بوفاة 5000 شخص على الأقل. تقع مدينة الأصنام على بعد 220 كيلومتر إلى الغرب من مدينة بومرداس وكانت مدينة الأصنام نفسها قد تضررت بشدة في 9 أيلول/سبتمبر 1954 بفعل زلزال بلغت شدته 6.7 ريختر وأدى إلى وفاة أكثر من ألف شخص.

في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1989 ضرب زلزال بشدة 5.9 ريختر على بعد 110 كم غرب مدينة بومرداس وتسبب بوفاة 30 شخصاً.


زلزال القاهرة، مصر 1992

بتاريخ 12 تشرين الأول 1992 و عند الساعة 15:09 حسب التوقيت المحلي ضرب زلزال مدينة القاهرة و ما حولها و بلغت درجته 5.9 ريختر و استمر لمدة 30 ثانية و كان عمق بؤرته 21 كم، و أدى إلى وفاة أكثر من 500 شخص و جرح نحو 6500، و قد حدد المركز السطحي للزلزال على مسافة 20 كم جنوب القاهرة.

أثار هذا الزلزال دهشة الكثيرين حيث اعتقدوا أن مصر بعيدة عن النطاقات الزلزالية المعروفة، و قد اقترح وجود فالق عميق و متقطع يبدأ من جنوب تركيا و يمر بالساحل الشرقي للبحر المتوسط و خليج السويس و يقطع إفريقيا إلى قسمين رئيسيين هما الجزء الشمالي الغربي و يتحرك بالاتجاه الجنوبي أما الجزء الجنوبي الشرقي فيتحرك بالاتجاه الشمالي الشرقي و يضغط على الزاوية الشمالية الشرقية للقارة.

و قد أشار مصدر آخر إلى أن زلزال القاهرة لا علاقة له بالأحزمة الزلزالية و إنما هو نابع من داخل الصفيحة القارية.




زلزال كوبي، اليابان 1995

بتاريخ 17 كانون الثاني 1995 هز زلزال قوي بلغت درجته 7.2 على مقياس ريختر مدينة كوبي اليابانية التي تقع شرق مدينة أوساكا بحدود 30 كم و تبعد عن طوكيو بحدود 440 كم، و قد بلغ عمق بؤرة الزلزال 21 كم، و اتبع بالعديد من الهزات الارتدادية.

دعي هذا الزلزال أيضاً بزلزال هانشين العظيم Great Hanshin Earthquake، نسبةً إلى ولاية هانشين التي يخترقها جسر هانشين الذي صمم كطريق سريعة للسيارات و بلغ طوله قرابة 500 م و انهار بأكمله.

و قد أدى هذا الزلزال إلى وفاة ما يقارب 5400 شخص في مدينة كوبي توفي معظمهم بسبب انتشار الحرائق و انهيار العديد من المنشآت، حيث قدر حجم الأنقاض الناتجة بحدود 20 مليون طن.



زلزال دينار، تركيا 1995

بتاريخ 1 تشرين الأول 1995 و عند الساعة 17:57 حسب التوقيت المحلي ضرب زلزال قوي بلغت درجته 6.1 على مقياس ريختر مدينة دينار التركية، مسبباً خسائر بشرية و أضرار شديدة في مباني دينار و البلدات و القرى المجاورة.

تتوضع دينار جنوب شرق الأناضول على بعد 360 كم من أنقرة و يبلغ تعداد سكانها 40.000 نسمة، و قد توضع المركز السطحي للزلزال على بعد بضعة كيلومترات من جنوب غرب المدينة.

اعتباراً من 26 أيلول و قبل ستة أيام من الزلزال سجل عدد من الهزات السابقة التي تراوحت درجاتها بين 3.4 و 4.8. و قد نبهت هذه الهزات المبكرة الأهالي في دينار و قد ترك العديد منهم مدينتهم أو كانوا خارج منازلهم عند حصول الهزة الرئيسية، و ربما أدى هذا الأمر إلى تدني عدد الضحايا حيث قدر عدد الذين كانوا في منطقة دينار بما يقارب 10.000 شخص أثناء حدوث الزلزال.

استناداً إلى التقارير الرسمية بلغ عدد الوفيات بين 90-100 شخص و الجرحى بين 230-270 آخر، و اعتماداً على التحريات الأولية فقد قدر عدد المنازل المتضررة بين 40-50%، و بشكلٍ أكثر تحديداً فقد انهار 2.043 مبنى تماماً بما فيها العديد من المباني الحكومية، في حين عانى ما يقارب 4.500 مبنى من أضرار شديدة.



زلزال العقبة 1995

بتاريخ 22 تشرين الثاني 1995 و عند الساعة 6:15 صباحاً بالتوقيت المحلي اهتزت منطقة العقبة بفعل زلزالٍ قوي شعر به في منطقة واسعة ضمت سوريا و لبنان و السودان، و قد بلغت درجته 6.2 ريختر.

و قد توضع المركز السطحي للزلزال في منتصف الممر المائي بين المدينتين المصريتين دهب و نويبع في شبه جزيرة سيناء، و قد تلى هذه الهزة آلاف الهزات الارتدادية أقواها كانت يوم 23 تشرين الثاني 1995 عند الساعة 8:07 مساءاً بالتوقيت المحلي و بلغت درجتها 5.4 .

لقد استمر الاهتزاز الناتج عن الهزة الرئيسية ما يقارب دقيقة واحدة و شعر به في سوريا و لبنان شمالاً و في الحدود السودانية جنوباً. كما سجل العديد من الأضرار الإنشائية في المباني بالإضافة إلى أضرار في البنى التحتية .



أكثر الزلازل المعروفة فتكاً في تاريخ العالم

فيما يلي قائمة بالزلازل التي أودت بحياة خمسين ألف شخص أو أكثر، وهي مرتبة حسب عدد الوفيات..

التاريخ الموقع الوفيات الشدة ملاحظات
23/1/1556 الصين، شانسي 830,000 ~8 -
27/07/1976 الصين، تانغشان 255,000 7.5 المقدر أن عدد الوفيات بلغ 655,000
9/8/1138 سوريا، حلب 230,000 - -
26/12/2004 سومطرة 220,272 9.0 وفيات الزلزال والتسونامي
22/05/1927 الصين، زينينغ 200,000 7,9 تشققات ضخمة
22/12/856 إيران، دمغان 200,000 - -
16/12/1920 الصين، غانسو 200,000 8.6 تشققات كبيرة، انزلاقات أرضية
23/3/893 إيران، أردبيل 150,000 - -
01/09/1923 اليابان، كانتو 143,000 7.9 حريق طوكيو الكبير
05/10/1948 تركمنستان 110,000 7.3 عشق آباد
28/12/1908 إيطاليا، مسينا 100,000 7.2 وفيات الزلزال والتسونامي، تقدير
9/1290 الصين، شيهلي 100,000 - -
11/1667 قوقاز، شماخا 80,000 - -
18/11/1727 إيران، تبريز 77,000 - -
1/11/1755 البرتغال، لشبونة 70,000 8.7 تسونامي هائل
25/12/1932 الصين، غانسو 70,000 7.6 -
31/5/1970 البيرو 66,000 7.9 انزلاقات صخور، فيضانات
1268 آسيا، سيليسيا 60,000 - -
11/1/1693 إيطاليا، صقلية 60,000 - -
30/05/1935 باكستان، كيوتا 60,000 7.6 كيوتا تدمرت تقريبا، تقدير
4/2/1738 إيطاليا، كالابريا 50,000 - -
20/06/1990 إيران 50,000 7.7 انزلاقات أرضية

ومن الجدير ذكره أن بعض المصادر تشير إلى الزلزال الذي أودى بحياة 300,000 شخص في كالكوتا الهندية بتاريخ 11/10/1737 ولكن الدراسات الحالية تعتبر أن هذه الوفيات ناتجة غالباً عن إعصار وليس عن زلزال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق